الرياضة من أجل التنمية والسلام

عمل مكتب الأمم المتحدة المعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام، طوال فترة 17 عاماً من الخدمة، من أجل استخدام الرياضة كأداة لتحقيق السلام والرفاه في المجتمع الدولي. فقد عمل المكتب بالتعاون مع شبكة كبيرة من أصحاب المصلحة، من ضمنها كيانات أخرى في الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني وحكومات واتحادات رياضية. وفي 4 أيار/مايو 2017، أُغلق المكتب كإجراء واضح لتوفير التكاليف. وكان الإغلاق المفاجئ للمكتب إيذاناً باتباع نهج إداري جديد في تسخير الرياضة من أجل السلام والتنمية، حيث تولت اللجنة الأولمبية الدولية زمام الأمور في ما يخص الجهود المتوخى بذلها في المستقبل، بالتعاون مع الأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن الهيكل الرسمي لمبادرات تسخير الرياضة من أجل السلام والتنمية قد تطور على مر السنين، فقد ظلت القيم الأساسية لهذه الجهود ثابتة.

شعار اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام

    

إلين جونسن - سرليف، رئيسة ليبريا، تركل كرة قدم كإشارة إلى بداية المناسبة

إلين جونسن- سرليف، رئيسة ليبريا، تركل كرة قدم كإشارة إلى بداية بطولة كرة القدم ”الرياضة من أجل السلام“.
© UN Photo/Eric Kanalstein

في 23 آب/أغسطس 2013، اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتوافق الآراء قراراً أعلنت بموجبه يوم 6 نيسان/أبريل يوماً دولياً للرياضة من أجل التنمية والسلام، يوماً لزيادة الوعي على الصعيد العالمي، وتقدير إنجازات المشاريع الإنمائية القائمة على الرياضة في جميع أنحاء العالم، والترويج لاستخدام الرياضة والنشاط البدني كأداة للتنمية والسلام.

وقد عمل مكتب الأمم المتحدة المعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام، طوال فترة 17 عاماً من الخدمة، من أجل استخدام الرياضة كأداة لتحقيق السلام والرفاه في المجتمع الدولي. فقد عمل المكتب بالتعاون مع شبكة كبيرة من أصحاب المصلحة، من ضمنها كيانات أخرى في الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني وحكومات واتحادات رياضية. وفي 4 أيار/مايو 2017، أُغلق المكتب كإجراء واضح لتوفير التكاليف. وكان الإغلاق المفاجئ للمكتب إيذاناً باتباع نهج إداري جديد في تسخير الرياضة من أجل السلام والتنمية، حيث تولت اللجنة الأولمبية الدولية زمام الأمور في ما يخص الجهود المتوخى بذلها في المستقبل، بالتعاون مع الأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن الهيكل الرسمي لمبادرات تسخير الرياضة من أجل السلام والتنمية قد تطور على مر السنين، فقد ظلت القيم الأساسية لهذه الجهود ثابتة.

وتعود بعض السجلات الأولى لاستخدام الرياضة كمساعدة خلال الأزمات الإنسانية إلى مخيمات النازحين التي أقامها الحلفاء البريطانيون في المناطق المحتلة من ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتمكن الناجون من المحرقة من استعادة الشعور بالحرية الشخصية من خلال هذه الأنشطة الرياضية وهم يتوقون إلى العودة إلى حياتهم الطبيعية بعد الحرب.
- الصور: https://www.yadvashem.org/yv/en/exhibitions/dp_camps/index.asp
- محفوظات الأمم المتحدة: لوازم لمخيمات في ألمانيا - معدات رياضية (S-0523-0510)

وكانت فوائد المشاركة في الرياضة واضحة إلى درجة أن الرياضة كحق من حقوق الإنسان تجسَّدت صراحة في المادة 1 من ميثاق التربية البدنية والرياضة الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1978. وينص الميثاق على أن ”ممارسة التربية البدنية والرياضة حق أساسي من حقوق الإنسان للجميع“. وينص صراحة على أن لكل شخص الحق في المشاركة في الرياضة، ولا سيما النساء والشباب والمسنون والمعوقون. وبما أن الاستفادة من الرياضة والمشاركة فيها حقان من حقوق الإنسان، فإن مسؤولية ضمان احترام هذه الحقوق تقع على عاتق الحكومات ومنظومة الأمم المتحدة وغيرهما.

وقد بدأ تاريخ استخدام الأمم المتحدة للرياضة لمساعدة الأفراد في الأوضاع المزرية قبل إنشاء مكتب الأمم المتحدة المعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام. وما فتئت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تستخدم الرياضة كأداة لتحسين حياة الناس الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين منذ عقود. فقد وضعت برامج في نيبال وباكستان وأكثر من اثني عشر بلداً آخر. وساهمت تلك البرامج في ارتفاع معدلات الالتحاق بالمدارس، وخاصة بين الفتيات، ووفقاً للآباء والمعلمين، فإنها تقلِّل من التعسف والعنف.

كما تستخدم منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة، مثل اليونيسف، الرياضة لزيادة المشاركة في المدارس للأطفال، وخاصة الفتيات الصغيرات في رومانيا وأجزاء أخرى من العالم.
- https://www.unicef.org/romania/reallives_24792.html
- https://www.un.org/sport2005/resources/task_force.pdf

ومن أجل تعزيز قيم الأمم المتحدة، وكذلك إضفاء الطابع المركزي على علاقاتها مع عالم الرياضة وتعزيزها، بدأ مكتب الأمم المتحدة المعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام عمله في عام 2001. وعين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أدولف أوجي أول مستشار خاص له، وخلفه ويلفريد ليمكه في آذار/مارس 2008. ومن خلال أنشطة الدعوة وتيسير التعاون والعمل في مجال السياسات العامة ودعم المشاريع والدبلوماسية، استخدم المكتب الأنشطة الرياضية والبدنية للنهوض بمهام الأمم المتحدة وقيمها.

برامج حول العالم

إضافة إلى الاجتماع مع قادة الحكومات والاتحادات الرياضية، والتحدث في المؤتمرات الدولية بشأن الرياضة وغيرها من المبادرات، عمل مكتب الأمم المتحدة المعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام، في كثير من الأحيان بالتعاون مع منظمات أخرى، على وضع برامج رياضية لتعزيز التعليم والصحة والتنمية والسلام في جميع أنحاء العالم. وقد سعت هذه البرامج، على غرار الرياضات التي أقيمت في مخيمات النازحين في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، إلى تحسين حياة أشد الناس حرماناً في العالم.

ويمكن الاطلاع على بعض الأدلة على هذا العمل الذي يقوم به المكتب في قسم محفوظات الأمم المتحدة:

 

وتعدّى عمل المكتب مجرد توريد المعدات الرياضية ومساعدة المنظمات الأخرى في جهودها الرامية إلى تعزيز السلام والتنمية. فقد نظم بعثات وفعاليات في جميع أنحاء العالم لاستخدام قوة الرياضة كأداة لإشاعة التعليم والصحة والسلام والوحدة.

ومن بين هذه البعثات مناسبة ”الرياضة من أجل السلام“ التي نظمتها شرطة الأمم المتحدة في مونروفيا بليبريا في عام 2007. فقد وُضع هذا البرنامج بمساعدة بعثة الأمم المتحدة في ليبريا واللجنة الأولمبية الدولية والحكومة الليبرية بهدف تعزيز الوحدة والسلام. وتنافست مقاطعات ليبريا الـ 15 ضد بعضها البعض في مباريات كرة القدم ولعبت الفرق الفائزة في العاصمة مونروفيا في الدورين قبل النهائي والنهائي. وبالنسبة للعديد من الليبريين، كانت مباراة البطولة هي المرة الأولى التي يشهدون فيها تجمعاً من الناس من مختلف أنحاء بلادهم يوحِّدهم شغف الرياضة. كما استُخدمت هذه التجمعات الكبيرة في الألعاب لزيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية ذات الصلة التي تهم البلاد. وأظهرت هذه المناسبة التي أقيمت على الصعيد الوطني لمدة خمسة أسابيع كيف يمكن للحب المشترك للرياضة أن يجمع بين الناس في بلد واحد. وأصبح برنامج ”الرياضة من أجل السلام“ أكثر من مجرد مناسبة، ونجح في نشر الفلسفة القائلة بأن الرياضة يمكن أن تكون لليبريين سبيلا لإحلال السلام بعد المباراة النهائية.

وقد ألهم نجاح برنامج الرياضة من أجل السلام في ليبريا مكتب الأمم المتحدة المعني بتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام وشركائه بإطلاق مبادرات مماثلة في موناكو والأردن تبيِّن فعالية وقوة استخدام الرياضة كأداة في المناطق الخارجة من النزاعات. وقد بينت هذه البرامج كيف يمكن للرياضة أن تكسر الحواجز التي تفرق المجتمعات، مما يجعلها أداة قوية في جهود منع نشوب الصراعات وبناء السلام. فهي تعزز الاندماج الاجتماعي والتسامح وتساعد على الحد من التوتر وإثارة الحوار.

كما أن قدرة الرياضة على جمع الناس جعلتها مفيدة كأداة للدعوة والاتصالات. ففي عام 2009، نُظمت مناسبة أخرى بدعم من المكتب لاستخدام الرياضة ليس فقط كأداة للسلام ولكن أيضاً كفرصة للتربية. وكانت ”مناسبة العمل من أجل مكافحة السل في كينيا“ مباراة في كرة القدم أقيمت في ماثارِه، وهي الأحياء الفقيرة في نيروبي، لزيادة الوعي بالصلة الرابطة بين داء السل وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. وهذه الأنواع من الألعاب الرياضية المبرمجة هي أداة فعالة للتعبئة الاجتماعية ودعم الأنشطة الصحية وحملات التحصين.

وإلى جانب مبادرات تعزيز السلام والتربية الصحية، ركز المكتب على تسخير قوة الشباب لتحقيق الأهداف الإنمائية العالمية من خلال الرياضة. ففي عامي 2009 و 2010، انضم ممثل عن المكتب إلى نحو 12 شاباً محروماً من جميع أنحاء العالم وممثلين من القطاعين الخاص والعام في الصعود إلى قمة جبل كليمنجارو. وكان الهدف من عمليات التسلق، التي نظمتها مبادرة كليمنجارو، وهي منظمة غير حكومية مقرها نيروبي، بالتعاون مع كيانات عدة في الأمم المتحدة، هو زيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية في شرق أفريقيا وتشجيع الشباب على أن يكونوا قادة التغيير الإيجابي في مجتمعهم.

وتجلى هذا التركيز على تمكين الشباب في وقت لاحق في المكتب في إطلاق برنامجه للقيادة الشبابية في عام 2012. وأكدت هذه السلسلة السنوية من المخيمات التي نُظمت في جميع أنحاء العالم، وحضرها شبان وشابات من أوساط محرومة، كيف يمكن للرياضة أن تسهم في تنمية مجتمعاتهم المحلية. ومن خلال المشاركة في الأنشطة الرياضية والبدنية، يتعلم الشباب والشابات مهارات مثل الانضباط والثقة والقيادة، وكذلك مبادئ مثل التسامح والتعاون والاحترام. وقد أوجدت هذه المبادرة مجموعة كبيرة من القُدْوات وصانعي التغيير المترابطين والمزودين بالتدريب النظري والعملي اللازم لتحسين المشاريع في مجتمعاتهم. ومن خلال مشاركة الشباب، تصبح الرياضة وسيلة قوية يمكن للأمم المتحدة من خلالها أن تعمل من أجل تحقيق أهدافها.

وفي ما يلي بعض مقاطع الفيديو بشأن برنامج القيادة الشبابية:

 

وهذه البرامج والمبادرات ليست سوى قطرة في بحر من العمل الذي قام به المكتب. وعلى الرغم من أن المكتب لم يعد يُستخدم، إلا أن استخدام الرياضة كوسيلة لتعزيز السلام والتنمية لا يزال حياً داخل الأمم المتحدة. ففي عام 2015، اعتُرف رسمياً بالرياضة باعتبارها ”عامل تمكين مهم“ للتنمية المستدامة في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. وتنص الفقرة 37 من خطة ”تحويل عالمنا: خطة التنمية المستدامة لعام 2030“ على أن ”الرياضة هي أيضاً عامل تمكين هام للتنمية المستدامة. ونعترف بالمساهمة المتعاظمة التي تضطلع بها الرياضة في تحقيق التنمية والسلام بالنظر إلى دورها في تشجيع التسامح والاحترام ومساهمتها في تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات وفي بلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحة والتعليم والاندماج الاجتماعي“.

واليوم، تواصل اللجنة الأولمبية الدولية العمل مع المنظمات غير الحكومية وكيانات الأمم المتحدة وغيرها من الجهات للمضي قدماً في مبادرات تسخير الرياضة من أجل السلام والتنمية. وتركز جهودها على الدعوة إلى الرياضة واستخدامها كوسيلة لتحقيق السلام الدولي والأهداف الإنمائية. ونحتفل كل عام باليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام، وفي هذا اليوم نتذكر كل ما أنجزه المكتب.

أشرف على إعداد هذا التقرير بريندان كارو

معرض الفيديو

 

معرفة المزيد عن الاتحاد الدولي لتنس الطاولة

 

قسم محفوظات الأمم المتحدة